كتابات اخبار و مقابلات الكتب الافتتاحيات الصفحة الرئيسية
    English version  
       

للتواصل الافلام الصور السيرة رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية
امين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية
السيرة

البيئة العربية في 10 سنين
وضع البيئة في العالم العربي تراجع في جوانب كثيرة، لكنه أحرز تقدماً على بعض الجبهات. هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي توصل إليه التقرير الجديد للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) وعنوانه "البيئة العربية في عشر سنين". وهذا التقرير هو العاشر في السلسلة السنوية عن وضع البيئة العربية، التي أطلقها "أفد" عام 2008.
المفكرة البيئية
البيئة في وسائل الاعلام العربي
شهادات

 

جائزة زايد للبيئة 2011

أسس نجيب صعب عام 1996 مجلة "البيئة والتنمية" الرائدة والعميقة الأثر في العالم العربي. أطلقت المجلة حملة توعية بيئية غير مسبوقة على جميع المستويات، وأرست علاقة جديدة لصانعي السياسة والجمهور بقضايا البيئة والاستدامة، ووضعت البيئة في مرتبة متقدمة على جداول العمل الوطنية والاقليمية.

المجلة ورؤية نجيب صعب كانا أيضاً نقطة انطلاق مبادرة أوسع في العالم العربي عام 2006، بتأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية. وسرعان ما تطور المنتدى حتى بات يضم مفكرين رياديين لهم باع طويل في رسم السياسات البيئية، خصوصاً من خلال تقاريره السنوية المستقلة حول وضع البيئة العربية. وينفذ المنتدى برامج تتعلق بالمسؤولية البيئية للشركات وبناء القدرات والتوعية. ولديه هيكلية فريدة، إذ يجمع في عضويته القطاع الخاص والمجتمع المدني والجامعات ووسائل الاعلام، إضافة الى الهيئات الحكومية كأعضاء مراقبين.

وأصبحت المجلة مرجعاً رئيسياً للمناهج المدرسية في العالم العربي، وساعدت في تأسيس مئات النوادي البيئية في المدارس. وتنشر 12 جريدة عربية رائدة مقالاً بيئياً شهرياً لنجيب صعب، وصفحة بيئية أسبوعية أو شهرية بالتعاون مع المنتدى العربي للبيئة والتنمية. وقد أنتج صعب وقدَّم مجموعة من الأفلام الوثائقية المؤثرة حول التحديات البيئية في البلدان العربية، عُرضت تكراراً على شبكات التلفزة الوطنية والاقليمية.

نجيب صعب مهندس معماري متمرس، ترعرع في أسرة تمتهن الصحافة والنشر، لكنه آثر التخلي عن مهنة مربحة وكرس نفسه للارتقاء بقضية البيئة في المنطقة العربية. هذا اللبناني العربي، الذي يصف نفسه كمواطن للعالم، بذل جهوداً جبارة فاقت معظم ما تم القيام به لوضع البيئة على جدول الأعمال اليومي للحكومات والقطاع الخاص والجمهور والقواعد الشعبية في العالم العربي.

 

 

مقدمة كتاب "يا بيئيي العرب اتحدوا"، 2001.

بقلم الدكتور مصطفى كمال طلبه (المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة)

هذا الكتاب خطوة أخرى على الطريق الطويل الذي اختطه لنفسه صاحبه، نجيب صعب، منذ حوالى ربع قرن، عرفته فيها مؤمناً بفكر واضح عن البيئة والعلاقة بينها وبين التنمية والدور الذي يلزم أن تلعبه المؤسسات المختلفة على المستوى القومي والاقليمي والعالمي في هذه المجالات.

لقد كتب أخي وصديقي الأستاذ الدكتور محمد عبدالفتاح القصاص مقدمة تفصيلية رائعة تناولت بالشرح والتعليق كل ما جاء في هذا الكتاب. لذلك رأيت أن أكتب هذا التمهيد لأقدم للقارئ صاحب الكتاب.

عمل معي نجيب صعب في بداية حياته العملية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة. لم أره يوماً يصوغ أفكاره وآراءه بطريقة تدور حول الموضوع، بل هو دائماً يقتحمه مباشرة. أعجبت بصراحته من ناحية وبقدراته الإعلامية من ناحية أخرى وعلاقاته الإنسانية الطيبة مع الناس من جانب ثالث.

عندما قرر نجيب أن يهمل عملاً ناجحاً كمستشار هندسي لكبريات الشركات العالمية، ويترك حياة هادئة في أوروبا، ليصدر مجلة باسم "البيئة والتنمية"، موجهة باللغة العربية إلى العالم العربي كله، أشفقت عليه.

أشفقت عليه لتشتت النظرة العربية حول قضايا البيئة وتغاير الاهتمامات بها. والأقسى من ذلك تباعد الأفكار حول الأولويات، وتحديد ما هو الأهم لضمان تنمية ينعم بعائدها الكل، وتقرير ما الذي يأتي متأخراً في هذا الإطار. وأشفقت عليه أكثر لأن ما يجري في العالم الخارجي، حول العالم العربي، من قضايا العولمة، أوجد تشكيلات وأطراً جديدة وتحديات لم تألفها المنطقة: من تجمعات إقليمية ضخمة، وتكتلات للشركات الكبرى العابرة القارات، وتنامي دور القطاع المدني، والتطور الهائل في ثروة المعلومات. كل هذا أدى الى إعادة النظر في العلاقة الكلاسيكية بين البيئة والتنمية، وكان على المجلة الوليدة أن تخاطب البيئة والتنمية في إطار كل هذه التحولات الضخمة.

وغامر نجيب وبدأ التجربة، وأصبحت مجلة "البيئة والتنمية" منبراً للحوار بين العاملين في مجالي البيئة والتنمية. ولعلها المرة الأولى التي يجد فيها البيئيون مثل هذا المنبر الحر المستقل والملتزم في آن معاً. تعرض نجيب نفسه في افتتاحياته لهذه القضايا باقتدار. وتعرضت المجلة لمشكالات بيئية عربية بصدق وأمانة أعجبت الكثيرين، ولكنها أيضاً أغضبت الكثيرين. وكان فكري دائماً في صف نجيب، لأن الصراحة لا بد أن تغضب البعض.

هذا هو صاحب الكتاب، وهذا هو مشوار جهده في خدمة البيئة.

أملي أن يكون هذا الكتاب حافزاً لقرائه، وخاصة العاملين في حقل البيئة، على دعم المجلة لتكون المتحدث باسم "منتدى البيئة والتنمية" الذي أطلقته لمشتركيها، كنواة لعمل عربي أهلي من أجل التنمية المستدامة، بدلاً من أن تستمر هي نفسها المنبر. وبذلك يكونون، هو وهم، قد قدموا خدمة جليلة لأمتهم وللأجيال التي تأتي من بعدهم.

 

جنيف، أكتوبر 2001

 

------------------------------------ 

------------------------------------

 

تحية إكبار لعاشق البيئة نجيب صعب

جريدة النهار2008-11-14


أكرم مكناس (رئيس مجموعة فورتشن برومو سفن القابضة، البحرين)

من لبنان أشعت اول ابجدية للانسان، ومن لبنان يخرج الآن الى العرب والعالم رائد لابجدية التنمية والحفاظ على البيئة. رجل اختزل في نفسه كل معاني الإيثار والنزاهة والتجرد عن اي غرض مادي، واختزن حسا ووعيا بالبيئة عن نظيره، انه المهندس نجيب صعب ناشر ورئيس تحرير مجلة «البيئة والتنمية» التي اطلقت نهضة بيئية في كل العالم العربي.
الذين شاركوا في المؤتمر السنوي الاول للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الاسبوع الماضي في المنامة، تساءلوا كيف امكن جمع كل هؤلاء العرب، من المسؤولين الكبار ورجال الاعمال والخبراء وهيئات المجتمع المدني والاعلام، لمناقشة اوضاع البيئة العربية ورفعها الى مصاف الاولويات؟


ومن كان وراء اصدار اهم تقرير علمي مستقل عن حال البيئة العربية؟ ومن استطاع استقطاب وزير البترول السعودي على النعيمي، والمدير العام لصندوق اوبيك للتنمية الدولية سليمان الحربش وهذا الجمع من الوزراء والمسؤولين ورؤساء الشركات، ليناقشوا اوضاع البيئة مع نخبة من الخبراء ورؤساء المنظمات الدولية والاقليمية والشباب؟
انه رجل من لبنان الاخضر يحمل احساسا انسانيا وبيئيا بمثل شموخ جباله، واصرارا راسخا على عشق البيئة بمثل رسوخ ارزه الاخضر على الدوام، ورسالة انسانية عجزت عن حملها حكومات ودول. ليس في الامر مبالغة، عندما نتعرف الى الرجل، ودوافعه الانسانية الراقية، وعشقه الخالص للبيئة المنزه عن اي غرض. هذا المهندس الناجح الذي ترك كل اعماله الخاصة ليحمل هموم البيئة.

ينبري المهندس نجيب صعب لركوب الصعب، لمحاربة الارهاب البيئي الذي يتهدد هواءنا ومياهنا وشواطئنا. انه يحمل آلامنا، وآلام اجيالنا في المنطقة العربية وآلام البشرية في العالم من خلال تصديه لاهم قضايا العصر وهي البيئة النظيفة الآمنة.

فهو يحذر برؤية العالم الخبير من اخطار المبيدات على امننا الغذائي، وهجمة التكنولوجيا المتوحشة على قوت ابنائنا وصحتهم، وآثار الحروب التي تنخر بيئتنا العربية، وتلوث اجواءنا وارضنا وشواطئنا، ما يعوق التنمية فيها. ويتوجه بدعوته الانسانية الى النخب من المفكرين والساسة والجمهور ليرفع كل من موقعه لواء التوعية والتحذير من مخاطر التمادي والاسراف في تدمير البيئة، والعمل الجاد على سن التشريعات والقوانين لحمايتها والحد من استنزافها والهدر الجائر لمواردها وتوازنها الطبيعي، ووقف التصحير الذي تعانيه بلادنا العربية، وخصوصا اذا تذكرنا ان اوطاننا اصبحت بفعل التغيرات البيئية تضم اكبر صحارى العالم. لقد اخذ المهندس نجيب صعب على عاتقه التنادي لتأسيس اول منتدى عربي للبيئة والتنمية، وهو منظمة دولية غير ربحية، لها مجلس امناء من القادة في قطاعات الاعمال والاعلام والرأي والمجتمع المدني. ويشترط في عضوية مجلس الامناء ان يكون العضو مؤمنا بمبادئ التنمية العربية المستدامة وملتزما دعم المنتدى والمساهمة في برامجه. وعندما دُعيت لانضم الى مجلس امناء المنتدى، اكتشفت ان نجيب صعب اصر على ان يكون هناك مجلس امناء بصلاحيات مطلقة، يشرف على اعمال المنتدى وعلى نجيب صعب ايضا. وعندها فهمت لماذا اتى كل هؤلاء الامناء من كبار القوم، ومن جميع انحاء العالم، الى المنامة للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس الامناء. وقد اثمرت جهود مهندسه نجيب صعب تنظيم اول مؤتمر سنوي للمنتدى في الفترة من 26  - 27 تشرين الاول 2008 في مركز المؤتمرات بفندق «ديبلومات راديسون ساس» في العاصمة البحرينية المنامة، ضم كوكبة من رجال الدولة والاعمال والفكر، تزيد عن 400 مشارك بينهم 15 وزيرا من مختلف الدول العربية. وهذا لا تشهده عادة المؤتمرات السياسية والاقتصادية حتى.

انجلى المؤتمر عن اطلاق برنامج لبناء قدرات المجتمع المدني، وخصوصا في مجالات البرمجة وتمويل المشاريع والتأثير في القرار، وصولا الى تبني الجهات المعنية ستراتيجيات ادارية رشيدة في قطاع الاعمال، واسإلىب انتاج انظف، وتقنيات العمل الاخضر، واعتماد حلول خلاقة وقائية للبيئة. وهذا ما تبناه بالفعل للمرة الاولى ايضا قادة رجال الاعمال في ابو ظبي في تشرين الثاني 2007 ولاحقا مجلس الوزراء العرب في دورته التاسعة عشرة التي انعقدت في مقر الجامعة في القاهرة في كانون الاول 2007. وكل هذا بمبادرة من المنتدى العربي للبيئة والتنمية.

تحية اكبار وتقدير لعاشق البيئة الغيور على الطبيعة التي وهبها الله لخليفته على الارض. تحية شكر الى الرجل نجيب صعب الذي يحرص بكل الصدق والامانة والنزاهة على نقاء هوائنا، ومياهنا وشواطئنا، وتنمية مواردنا العربية. واعتقد انه ليس اقل من ان نشاطر المهندس نجيب عشقه للبيئة والتنمية المستدامة.

 

------------------------------------

جائزة "الخمسمئة العالميون" Global 500 لسنة 2003

من برنامج الأمم المتحدة للبيئة

نجيب صعب، لبنان

من خلال مجلة "البيئة والتنمية" التي أصدرها بمبادرة خاصة، أطلق نجيب صعب حملة توعية شعبية بيئية لم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط، بايصال القضايا والهموم البيئية الى الجمهور العربي الواسع. وقد تحول جمهور المجلة الى منتدى اقليمي للدفاع عن البيئة. هذه المجلة الشهرية ذات النفوذ القوي توزع 38,500 نسخة شهرياً في 22 بلداً. وهي معتمدة في المدارس، وتشكل موضوعاتها مرجعاً رئيسياً للمناهج البيئية. وتنشر افتتاحيات نجيب صعب حول قضايا التنمية المستدامة في عشر صحف يومية حول العالم العربي.

ترعى "البيئة والتنمية" أكثر من 360 نادياً بيئياً في المدارس، وتدعمها بالمواد التعليمية والتدريب. وهي أنتجت برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً تعليمياً للتثقيف البيئي بعنوان "نادي البيئة"، وهذا جهد رائد في المنطقة. لقد نجح صعب، بمبادرته الشخصية أيضاً، في أن يقيم حول المجلة حركة بيئية في العالم العربي، ساعدت بقوة في وضع البيئة على جدول أعمال القطاعين العام والخاص. وبانشاء منبر بيئي نابض بالنشاط، حقق ما لم تستطع مؤسسات رسمية تحقيقه بشكل مرض طوال السنوات الماضية.

كلاوس توبفر
المدير التنفيذي
برنامج الامم المتحدة للبيئة
(خطاب حفل توزيع الجوائز)

 

 

 

 

------------------------------------ 

نجيب صعب

مهندس معماري يحمل أحلاماً عربية خضراء

بقلم د. خالد غانم - القاهرة

نجيب صعب، مؤسس ورئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية"، أطلق مشروعاً للتوعية البيئية في العالم العربي بمبادرة شخصية. وقد تحولت المجلة، خلال إحدى عشرة سنة، إلى مؤسسة عربية جامعة، تعدت دور الصحافة التقليدية إلى تقديم برامج تربوية في المدارس، ورعاية هيئات المجتمع المدني البيئية، وصولاً إلى إطلاق "المنتدى العربي للبيئة والتنمية"، المنظمة العربية غير الحكومية التي أنشأها أصدقاء مجلة "البيئة والتنمية".

وقد يكون أفضل وصف لعمل نجيب صعب ما جاء في بيان الأمم المتحدة الذي اعلن في حزيران (يونيو) عام 2003 عن اختياره لجائزة "الخمسمئة العالميون". فقد وصفه بأنه: "صحافي لبناني استطاع، منفرداً تقريبا، أن يضع القضايا البيئية الحساسة في دائرة الاهتمام العربي". فهو "أطلق من خلال مجلة "البيئة والتنمية" عملاً صحافياً وبيئياً محترفاً مستقلاً، بتمويل شخصي، وبلا أي دعم من منظمات وحكومات"، وفق كلمة كلاوس توبفر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في حفل تسليم الجائزة البيئية المرموقة الى ناشر "البيئة والتنمية" ورئيس تحريرها.

وجاء في بيان الجائزة: "من خلال مجلة "البيئة والتنمية" التي أصدرها بمبادرة خاصة، أطلق نجيب صعب حملة توعية شعبية بيئية لم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط، بايصال القضايا والهموم البيئية الى الجمهور العربي الواسع. وقد تحول جمهور المجلة الى منتدى اقليمي للدفاع عن البيئة. هذه المجلة ذات النفوذ القوي توزع 38,500 نسخة شهرياً في 22 بلداً. وهي معتمدة في المدارس، وتشكل موضوعاتها مرجعاً رئيسياً للمناهج البيئية. وتنشر افتتاحيات نجيب صعب حول قضايا التنمية المستدامة في عشر صحف يومية حول العالم العربي".

وأضاف بيان برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "ترعى "البيئة والتنمية" أكثر من 360 نادياً بيئياً في المدارس، وتدعمها بالمواد التعليمية والتدريب. وهي أنتجت برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً تعليمياً للتثقيف البيئي بعنوان ''نادي البيئة''، وهذا جهد رائد في المنطقة. وقد نجح صعب، بمبادرته الشخصية أيضاً، في أن يقيم حول المجلة حركة بيئية في العالم العربي، ساعدت بقوة في وضع البيئة على جدول أعمال القطاعين العام والخاص. وبانشاء منبر بيئي نابض بالنشاط، حقق ما لم تستطع مؤسسات رسمية تحقيقه بشكل مرض طوال السنوات الماضية".

بين الصحافة والهندسة والبيئة

نجيب صعب، الذي منحته الأمم المتحدة الجائزة البيئية كصحافي، هو أساساً مهندس معماري وأستاذ جامعي ومستشار لمنظمات دولية. وقد بدأ نشاطه الانمائي في مشروع للتنمية الريفية في جنوب لبنان، من خلال "حركة وجهة نظر" التي أسسها في الجامعة الأميركية في بيروت وهو طالب فيها بين عامي 1972 و1977. وخلال الفترة نفسها عمل محرراً في صحيفة "النهار"، فبدأ الكتابة في شؤون الطلاب ثم كتب سلسلة تحقيقات حول قضايا البيئة والتنمية، كانت السبب الرئيسي لتعيينه عام 1977 مسؤولاً اعلامياً للمنطقة العربية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث عمل سنتين، عاد بعدهما  الى الهندسة، مع استمراره مستشاراً للبرنامج ولمنظمات دولية أخرى. وهو يقول: ''لقد نشأت على رائحة الحبر والورق، في عائلة صحافية، حيث كان والدي ناشراً وكاتباً، وتدربت خلال مرحلة المراهقة في مكتبه، أيام صف حروف النحاس والقصدير باليد''.

وكانت شركات عالمية مثل جنرال موتورز، وضع لها صعب تصاميم هندسية خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، تعتقد أن هناك شخصاً آخر يحمل الاسم نفسه حين يصدر مقال أو كتاب بيئي باسم نجيب صعب. ويتذكر ضاحكاً: ''عام 1998 اكتشف مستشار العلاقات العامة لدى شركة جنرال موتورز أنه من المفيد الاشارة في البيانات الترويجية أن المهندس الذي يضع تصاميم الشركة كاتب وناشط بيئي، يستخدم مواد وأساليب صديقة للبيئة في عمله الهندسي أيضاً''. لكن يبدو أن البيئة سرقت نجيب صعب أخيراً من الهندسة للأغنياء، فتفرغ لانشغالاته البيئية.

ورداً على من يصفونه بأنه مهندس تحوّل الى صحافي، يقول: "قد أكون أيضاً صحافياً تحولّتُ الى مهندس، لكن الحقيقة أنني كنت أمارس الاثنين معاً منذ أيام الدراسة الجامعية، وتابعت هذا كمهنة محترفة. لكنني أعترف أن البيئة والصحافة قد تكونان سرقتاني أخيراً من الهندسة، ولو موقتاً. وقد قلت لمدير جنرال موتورز أنه في إمكانهم إيجاد مئات المهندسين المعماريين، لكن قد لا تجد البيئة العربية مجنوناً غيري يصدر مجلة تلتزم بقضيتها".

له أكثر من عشر مؤلفات في البيئة والتكنولوجيا، بينها "قضايا بيئية"، و"التكنولوجيا الملائمة والتنمية"، و"كتاب الطبيعة" الذي حصل على جائزة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب عام 2003. وهو مؤلف الفصل البيئي في كتاب "خيارات للبنان" الذي صدر عن دار النهار (بالعربية) وجامعة أكسفورد (بالانكليزية). وقد وضع صعب تقارير متعددة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، من بينها برنامج الاعلام البيئي لمجلس وزراء البيئة العرب عام 1987.

المنتدى العربي للبيئة والتنمية

ويعتبر نجيب صعب نجاحه في إنشاء "المنتدى العربي للبيئة والتنمية" أبرز انجاز حققه خلال مسيرته البيئية، لأنه ينتظر من هذه المنظمة العربية غير الحكومية الجامعة أن تحول الاهتمام البيئي لدى المجتمع الأهلي العربي إلى عمل مؤسساتي منظم. وقد أطلق المنتدى برامجه رسمياً في بداية سنة 2007، وانتخب مجلس الأمناء نجيب صعب أميناً عاماً له، تقديراً لدوره في العمل على إنشائه.

المنتدى العربي للبيئة والتنمية منظمة اقليمية غير حكومية لا تتوخى الربح، تجمع الخبراء والأكاديميين مع هيئات المجتمع الأهلي ومجتمع الأعمال ومؤسسات الاعلام والاعلان، لتشجيع سياسات وبرامج بيئية متطورة عبر العالم العربي. وإذ يحافظ على خاصيته كمظمة غير حكومية، يرحب المنتدى في عضويته بالهيئات الحكومية الوطنية والاقليمية والدولية العاملة في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، وذلك بصفة مراقب.

لقد تم اطلاق المنتدى العربي للبيئة والتنمية رسمياً في 17 حزيران (يونيو) 2006 في بيروت، في ختام مؤتمر "الرأي العام العربي والبيئة" الذي نظمته مجلة "البيئة والتنمية". والمبادرة، التي بدأت عام 2001 كتجمع غير رسمي لمشتركي مجلة "البيئة والتنمية"، تحولت الى منظمة اقليمية في الذكرى العاشرة لتأسيس المجلة. وقد اتخذ المنتدى الاقليمي بيروت مقراً لأمانته العامة، ومنحت الحكومة اللبنانية، في اجتماعها في 9/11/2006، المنتدى الحصانات والامتيازات كمنظمة دولية غير حكومية. ودعاه أمين عام جامعة الدول العربية الى المشاركة في المجلس الاقتصادي الاجتماعي بصفة مراقب، كما دعاه برنامج الأمم المتحدة للبيئة الى المشاركة في نشاطاته الاقليمية.

سيعمل المنتدى العربي للبيئة والتنمية من أجل جمع كل الأطراف المعنية بقضايا البيئة والتنمية في الدول العربية، لبحث القضايا الاقليمية والوطنية المتعلقة بالبيئة، في ضوء المتغيرات المحلية والعالمية، مع التركيز على الدور المحوري لهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وهو سيكون الاطار الذي تلتقي فيه هيئات البيئة العربية والخبراء والمؤسسات الأكاديمية، مع المؤسسات الاعلامية وقطاع الأعمال، على أرضية حوار مشترك لدعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة في العالم العربي.

ويتعاون المنتدى مع الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية من أجل نشر الوعي البيئي، عن طريق تطوير برامج توعوية وتربوية، ودعم منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة.

كما يسعى المنتدى الى تشجيع المجتمعات العربية على حماية البيئة والاستخدام الرشيد لموارد الطبيعة، بما يدعم خطط التنمية المستدامة. ويمكن تحقيق هذا عبر التفاعل الايجابي بين متخذي القرار والأكاديميين ورجال الأعمال والمجتمع الأهلي، وغيرهم من القطاعات المعنية بالبيئة والتنمية.

وسينشر المنتدى تقريراً دورياً مستقلاً عن وضع البيئة العربية، تتم مناقشته في الجمعية العمومية، إلى جانب تقارير فرعية عن قضايا ذات أهمية اقليمية أو وطنية. وسيكون الاجتماع السنوي العام للمنتدى مناسبة لقاء وتحاور بين مشاركين مهتمين من القطاعين العام والخاص والخبراء ووسائل الاعلام والمجتمع المدني.

أحلام بيئية

حين منحته الأمم المتحدة جائزتها، صرح صعب أنه يقدم الجائزة إلى كل أعضاء الفريق الذي يعمل معه في "البيئة والتنمية" ومركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة. وهو يقول ان "عصر الفرد الخارق المتفوق الذي يعمل وحيداً قد ولّى، والانجازات الكبيرة لا يحققها الا فريق متجانس حول قيادة تملك الارادة والخيال".

المجلة التي بدأت بمبادرة خاصة وتمويل شخصي، استطاعت أن تكسر حاجز الخوف بين القارئ العادي وموضوع البيئة، الذي كان يعتبر مختصاً بنخبة من المهتمين. ويقول صعب: "البيئة تهم كل الناس، والحفاظ عليها مسألة حياة أو موت. في مجلة "البيئة والتنمية" استطعنا تحويل موضوع مختص الى قراءة سهلة وممتعة لعامة القراء. وهي مجلة لا تعتمد على الاعانات والمساعدات، بل تتوسل العمل الصحافي المحترف للوصول الى القراء والمعلنين".

وتجاوزت "البيئة والتنمية" العمل الصحافي التقليدي، يقول صعب: "فهي أنتجت 39 حلقة من برنامج "نادي البيئة" بالاشتراك مع تلفزيون لبنان،، وهو أول برنامج تلفزيوني تربوي بيئي من نوعه بالعربية. وأنتجت مع تلفزيون المستقبل مسرحيات وأغاني بيئية يتم بثّها فضائياً في كل العالم العربي. وهي تنشر ثلاث سلاسل من الكتب البيئية المدرسية: "سلسلة العمل البيئي"، و"سلسلة البيئي الصغير"، و"سلسلة قضايا بيئية"، اضافة الى دليل لنشاطات النوادي البيئية المدرسية، الذي صدر في ثلاث طبعات مخصصة لمدارس لبنان والامارات وسورية. كما أعد قسم البحث والتدريب في المجلة برنامجاً خاصاً لتدريب المعلمين في التربية البيئية، تم اقامة دورات استناداً اليه في 400 مدرسة لبنانية، إضافة الى مئات المدارس في سورية والامارات العربية المتحدة، وصولاً إلى جيبوتي".

وتصدر المجلة جريدة حائط بيئية اسمها "الجريدة الخضراء" توزع مجاناً على المدارس بشكل دوري، كما ترعى أكثر من 360 نادي بيئة مدرسي. أما المسابقات المدرسية السنوية التي تنظمها المجلة، فقد استقطبت مئات آلاف الطلاب من لبنان والعالم العربي، ووصفتها الفنانة نضال الأشقر بأنها "ثورة بيئية سلاحها العلم والفن".

وقد أطلقت المجلة عام 2005 برنامجاً لمتابعة شكاوى الناس البيئية، باسم "بيئة على الخط". هذا "الخط البيئي الساخن" يتلقى شكاوى الناس البيئية ويلاحق حلها مع المسؤولين المحليين والحكوميين، كما يساعد المتضررين في اتخاذ الاجراءات القضائية اللازمة لحماية حقوقهم البيئية. ويتعاون برنامج "بيئة على الخط" مع وسائل اعلام مقروءة ومرئية ومسموعة في برامج مشتركة لجعل صوت الناس مسموعاً. ولاحق البرنامج أكثر من خمسة آلاف مشكلة خلال سنتين من انطلاقه.

وفي سنة 2006 أطلق نجيب صعب، عبر مجلة "البيئة والتنمية"، برنامج "البرلمان البيئي للشباب"، وهو مجلس نيابي منتخب من طلاب لبنان، يضم لجاناً مختصة لمتابعة القضايا البيئية واقتراح مشاريع قوانين على اللجان البيئية في البرلمان اللبناني. ويتولى البرلمان البيئي للشباب حالياً عشرات برامج التوعية والنشاطات البيئية، كما بدأ العمل على تكرار التجربة الناجحة في دول عربية أخرى.

مجلة غيرت حياة الناس

مع أن "البيئة والتنمية" تنتشر بين المسؤولين والحكومات في البلدان العربية، وتعتز بأن بين مشتركيها، اضافة الى الأفراد، أكثر من ألفي وزارة وهيئة رسمية عربية و12 رئيس دولة، ما زال نجيب صعب يعتبر أن أبرز نجاحاتها هي النهضة التي استطاعت إطلاقها بين الطلاب، "لأن أي عمل جدي لرعاية البيئة يجب أن يرتكز على سلوكيات جديدة والتزام شخصي في التعامل مع موارد الطبيعة، وهذا يبدأ في المدرسة. ان مجلة "البيئة والتنمية" تصل الى الكبار عن طريق الأولاد. نحن نعمل للمستقبل ونحلم بغد أخضر لعالم عربي تقوم فيه العدالة على توزيع متوازن لثروات طبيعية وفيرة، لا مجرد توزيع فضلات شحيحة مما تبقى من الموارد المهدورة".

المسابقة المدرسية الأولى للمجلة طلبت من التلاميذ ابتكار أفكار لجعل البيئة أفضل في الشارع أو الحي أو القرية أو المدينة حيث يعيشون، وتقديم هذه الأفكار كتابةً ورسماً. شارك في المسابقة أكثر من 120 ألف تلميذ، قدمت أعمالهم في معرض كبير أقيم في وسط بيروت سنة 1997. في السنة اللاحقة، كان موضوع المسابقة "وضع البيئة"، فقدم الطلاب تقارير عن حالة البيئة في المنطقة المحيطة بالمدرسة، وتم جمع التقارير في دراسة وطنية قدمت الى المسؤولين تعبيراً عن مطالب الجيل الجديد البيئية. وتبعتها مسابقة "المدرسة الصديقة للبيئة"، التي نفذ الطلاب في إطارها مشاريع بيئية في المدرسة ومحيطها. أما مسابقة "الفن صديق البيئة"، فقُدمت اليها مسرحيات وأغنيات شارك فيها آلاف الطلاب. وبعد تقديم نماذج من الأعمال في مسرح المدينة وقصر الأونسكو، تم إنتاج عشرين منها لتلفزيون المستقبل وعرضت في جميع أنحاء العالم العربي.

والى جانب نشاطها في المدارس، أطلقت مجلة "البيئة والتنمية" خلال السنوات الماضية سلسلة من المعارض والمؤتمرات البيئية المختصة في بلدان عربية عدة، من السعودية الى الكويت والامارات وسورية ولبنان. ويقول نجيب صعب: "ان فكرة إصدار مجلة بيئية تتوجه الى عموم القراء وتوزع مع باعة الصحف وفي المكتبات الى جانب مجلات السياسة وأخبار الفن والمجتمع، هي فكرة جديدة ليس في العربية فقط، إذ يندُر أن نجد مجلة كهذه بلغات أخرى أيضاً. فمجلات البيئة هي عادة إما نشرات توعية وارشاد تصدرها جمعيات ومؤسسات رسمية بتمويل من المنظمات الدولية والمال العام، أو هي مجلات تجارية تتولى الرعاية لشركات تنتج معدات بيئية. وتوزيع هذين النوعين من المطبوعات محدود. نحن اتخذنا اتجاهاً جديداً باصدار مجلة لا تتوسل الوعظ والارشاد في العموميات، بل توصل الفكرة والعبرة البيئية من خلال الخبر والحدث وعرض معاناة الناس المصابين من مضاعفات التدهور البيئي. لقد جعلنا للبيئة وجهاً إنسانياً حين لم نتوقف عند الكلام عن تلوث الهواء مثلاً، بل تحدثنا عن الناس العاديين الذين تعتلّ صحتهم ويموتون من أمراض التنفس الناجمة عن تلوث الهواء. وقد استطعنا إثارة اهتمام جمهور عربي واسع بالمواضيع البيئية، فعم انتشار المجلة في كل البلدان العربية وبين فئات متنوعة من القراء، بحيث تصلنا رسائل من اساتذة جامعات ورؤساء دول وحكومات ووزراء وطلاب ومديري شركات وربات بيوت. ونحن نفرح برسالة جاءتنا من رئيس دولة تقول إن المجلة أصبحت مرجعه الأول في شؤون البيئة وانه أمر بوضعها في صالات استقبال كبار الضيوف وعلى طائرته الخاصة، كما نفرح بالمستوى نفسه برسالة من قارئة عادية تقول فيها إن المجلة غيرت حياتها".

لم تكن "البيئة والتنمية" يوماً مجلة حيادية لا لون لها، يؤكد نجيب صعب: "إنها ملتزمة بمستقبل رغيد ونظيف وعصري للعالم العربي، من خلال سعيها الى إحداث تغيير سلوكي في مواقف الناس من البيئة وحثهم على العمل الشخصي للحفاظ عليها. وهي تعمل لكي يصبح لدعاة البيئة صوت مسموع يحترمه ويهابه أصحاب القرار، وأن يصبحوا هم أصحاب القرار".

إعلان حالة طوارئ بيئية

ورداً على من يتهمونه بالاستعجال واستباق الأمور، لأن العرب، في رأيهم، لم يصلوا بعد الى مستوى الوعي البيئي الذي يستحق مجلة خاصة بالبيئة، يقول صعب: "نعم، نحن مستعجلون لاعلان حالة طوارئ بيئية من المحيط الى الخليج. الوقت لا يرحم. فمع كل يوم يمر، ينمو البؤس البيئي على مدى العالم العربي. فالعرب يخسرون سنوياً 14 بليون دولار تكاليف معالجة الاضرار الصحية والمادية المباشرة الناتجة عن تدهور الأوضاع البيئية، ما يوازي 3 في المئة من الناتج المحلي. أي أن سياسات التنمية المنفلتة بيئياً تجر على العرب خسائر تتجاوز معدلات النمو. بمعنى آخر، اذا أخذنا ثمن التخريب البيئي في الاعتبار، فكل اقتصاداتنا في انحطاط وافلاس". ويضيف صعب: "ثمة من يعتبر إصدار مجلة بيئية شهرية ضرباً من الجنون. أما أنا فأعتبر أن الجنون الحقيقي هو التفرج على المأساة البيئية العربية بينما نقرأ أخبار المطربين ونتابع المهاترات السياسية ونطالع على صور الحفلات الاجتماعية في الصحف والتلفزيونات، وكأن الدنيا بألف خير".

سنة 1982 أسس نجيب صعب في بيروت مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة، وهو مركز دراسات بيئية تولى مهمات أبحاث وتدريب لمنظمات دولية في أرياف دول عربية وأجنبية، في مجالات الطاقة المتجددة والأساليب البيئية لمعالجة النفايات والزراعة العضوية ومواد البناء المحلية. وتحت شعار "الفقراء زبائننا"، درَّب المركز آلاف الريفيين في سورية ولبنان واليمن وجيبوتي وغيرها على بناء المراحيض اللامائية ومعالجة مياه الصرف على المستوى المنزلي وتوليد الغاز الحيوي من المهتضمات العضوية. وتستخدم سلسلة "اصنعه بنفسك"، التي أصدرها المركز في 16 حلقة، كمرجع أساسي للتكنولوجيا العملية التطبيقية في أرياف العالم العربي. ويقول صعب إنه وضع في مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة "الآلاف الأولى من دخله من العمل الهندسي بين 1978 و1982". ويتابع أن "المجلة امتصت دخل السنوات العشرين اللاحقة".

وحين أطلق صعب مجلة "البيئة والتنمية" سنة 1996 اعتمد على فريق عمله في مركز الأبحاث لانتاج عمل صحافي بيئي يرتكز على الاختصاص والخبرة العملية. فرئيسة التحرير التنفيذية راغدة حداد عملت أمينة للتحرير في مجلة "وجهة نظر" التي أصدرها صعب في الجامعة الأميركية ومسؤولة عن تحرير التقارير البيئية العلمية في المركز، قبل أن يتم تعيينها مديرة لتحرير مجلة "المختار من ريدرز دايجست". ومدير الأبحاث والتدريب في "البيئة والتنمية" بوغوص غوكاسيان عمل مع صعب في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في أواخر السبعينات، قبل أن يتسلم مهمة ادارة مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة منذ تأسيسه عام 1982. وتحول المركز فعلاً الى جهاز البحث العلمي للمجلة، التي انضم الى فريقها مجموعة من الشباب و الشابات المتحمسين للبيئة والصحافة معاً. ويقول صعب ان ما حققته "البيئة والتنمية" لم يكن ممكناً "لولا عمل الفريق المحترف، الذي استطاع أن يطور القارئ البيئي والمعلن البيئي خلال سبع سنوات من العمل على الأرض. فالمجلة عمل صحافي بيئي يحتكم الى القراء فقط ويقدم لهم الحساب".

"دون كيشوت" وطواحين الهواء

قلنا لنجيب صعب أن البعض يشبهه بـ"دون كيشوت"، الذي أخذ على عاتقه محاربة الشر، فانتهى بمحاربة طواحين الهواء، فأجاب: "العمل مع المؤسسات الرسمية البيئية العربية يجعلك بالفعل تشعر أنك تحارب طواحين الهواء. فالاهتمام الرسمي العربي بموضوع البيئة ما زال غالباً في إطار رفع العتب ولزوم ما لا يلزم، وما زالت معظم وزارات البيئة في العالم العربي تُعتبر وزارات ملحقة من الدرجة الثانية، لم تعط بعد الاعتبار كوزارات أساسية ذات صفة في التخطيط ووضع السياسات. فاذا نظرت اليوم الى ما تغيّر على المستوى الرسمي منذ بدأت أكتب وأعمل في موضوع البيئة قبل خمس وعشرين سنة، ومنذ بدأت مقالاتي تصل الى مئات ألوف القراء العرب عبر مجلة "البيئة والتنمية" والصحف المتعاونة، أشعر بالفعل أنني كنت في حالات كثيرة كمن يحارب طواحين الهواء. فنادراً ما يترافق الكلام الرنان مع عمل جدي لبناء مؤسسات بيئية فاعلة. وفي لبنان مثلاً، ما زال العمل البيئي ردات فعل واسعافات أولية وبرامج متفرقة، بعد أكثر من عشر سنوات على انشاء وزارة البيئة، ولم تنشأ بعد مؤسسة وطنية علمية لوضع الأبحاث والدراسات البيئية".

وأضاف: "أعترف أن حماستنا لكل خطوة نحو اقامة مؤسسات بيئية وطنية في العالم العربي أوقعتنا مراراً في خيبات. مثل اكتشافنا أن رئيس مجلس بيئي يملك شخصياً اسطولاً للصيد يعيث خراباً في الثروة البحرية ولا يحترم الاعتبارات البيئية، أو أن وزيراً مسؤولاً عن شؤون البيئة تتولى وزارته أفظع عملية ردم بحري في مواقع حساسة بيئياً، أو أن برنامجاً يشجع اكثار الطيور النادرة حتى يتسلى البعض في اصطيادها لاحقاً. ولا ننسَ المسؤول الذي يرى حبة الحصى في مقلع الصخور الذي يملكه عدوه السياسي ويغض النظر عن جبال الصخور المطحونة في مقالع حلفائه".

ويتابع أن ما يدفعه الى الاستمرار، رغم الخيبات، هو التجاوب بين أوساط الشباب والطلاب: "حين أقرأ رسائل الناس العاديين التي تصلنا من العالم العربي كله، وأستمع الى التقارير البيئية التي يقدمها الطلاب الى مسابقاتنا، وأراجع سجلات الاتصالات التي ترد المجلة يومياً من مواطنين يعرضون مشاكلهم البيئية، أشعر بالرضى بدل الاحباط، لأن الرسالة وصلت الى جيل عربي جديد، رغم حواجز طواحين الهواء المنتشرة في كل مكان. فلئن بقي كثير من محاولاتنا مثل معارك دون كيشوت في مواجهة طواحين الهواء، فحسبنا أن بين القراء كثيرين مثل رفيقه سانشو، أصبحوا يشاركوننا الحلم ببيئة أفضل هي الضمان الوحيد لمستقبل أولادنا".

هل هو نادم على تركه حياة هادئة في أوروبا وإهماله أعمالا هندسية استشارية لكبريات الشركات العالمية من أجل "البيئة والتنمية"؟ يؤكد نجيب صعب، وهو يقلّب أعداد المجلة ويراجع تقريراً عن مشاريع بيئية جديدة، أن "البيئة والتنمية" هي أجمل عمل قام به، ويضيف: "في حين يعتبر البعض أن ما صرفته على هذا المشروع البيئي من الوقت والمال خسارة، فأنا أعتبره استثماراً في مستقبل العالم العربي، أي مستقبل الجيل الجديد وأولادي أيضاً. لقد وعدنا حين أصدرنا "البيئة والتنمية" أن نساهم في وضع البيئة في الاهتمامات اليومية لكل مواطن وعلى جدول أعمال كل مسؤول وكل حكومة عربية، وهذا ما فعلناه بالتحديد، بدرجات متفاوتة. الا تستحق البيئة ومستقبل أولادنا هذا الحب وهذا الاهتمام"؟

ويعترف صعب أن أكثر ما يفرحه هو أن نصوصه البيئية دخلت الكتب المدرسية لجميع المراحل، وهي كانت موضوعاً في الامتحانات الرسمية النهائية مرات عديدة خلال السنوات الأخيرة. وهو يقول: "حين نربح معركة التربية نربح معركة المستقبل".

عن موقع "البيئة الآن"  www.ennow.net

------------------------------------

 

 

ملخص
غلوبل 500
السيرة الكاملة

افلام الصور اخبار و مقابلات